|

مو شغلك، ما أحد طلب رأيك…

من الطبيعي أن تكون بيئة العمل مليئة بالأخطاء والتحديات، ولا يخلو الأمر من مقصرين هنا وهناك. والواقع أن لكل فرد من الفريق الحق في تقديم اقتراحاته وملاحظاته، فهذا في جوهره نوع من الإبداع. لكن الخطأ يحدث عندما يتجاوز الموظف حدوده المهنية، فيتدخل فيما لا يدخل ضمن صلاحياته أو مسؤولياته.

العمل الذي تنتمي إليه ليس بيتك ولا ملكًا لك، بل هو منظومة تعود ملكيتها للآخرين، وأنت مجرد جزء فيها، تقوم بدور محدد رسمه عقدك ووصفك الوظيفي. تجاوز هذه الحدود قد يضعك في مواقف محرجة، أو يصورك على أنك شخص يتدخل فيما لا يعنيه.

مثال: العمليات التشغيلية

افترض أنك لاحظت خللًا في الإجراءات التشغيلية (SOP)، ورغم معرفتك بالصواب، إلا أنك لا تعمل في الإدارة المعنية. التدخل هنا يحول نصيحتك إلى اتهام مباشر للجهة المسؤولة، وقد تكون هناك أسباب تنظيمية لا تعرفها.

مثال: زميل دائم الانشغال بهاتفه

لو كنت في قسم ما، ورأيت زميلًا في قسم آخر يقضي معظم وقته على هاتفه، فليس من حقك التدخل أو التعليق. إن فعلت ذلك دون طلب رسمي، قد ينظر إليك الآخرون كشخص يترصد زملاءه أو يشي بهم، حتى لو كنت متقنًا لعملك.

تجربة شخصية، درس من الحياة المهنية

خلال عملي في أحد المصانع قبل سنوات، زميل أقدم مني في المصنع، وهو من قسم آخر، نصحني من واقع خبرته بأداء أعمال إضافية خارج نطاق عملي، قال إن الإدارة العليا ستُعجب بذلك. في البداية صدقته، لكني اكتشفت لاحقًا أنني وقعت في فخ التدخل في أمور لا تعنيني. والنتيجة: انكسرت بعض العلاقات المهنية، ولم يعد إصلاحها ممكنًا، فكان خياري الأنسب هو الانتقال لفرصة جديدة.

تعلمت من التجربة أن حدودي المهنية هي ما يصون سمعتي ويحفظ مساري. عملي ليس عائلتي ولا ملكًا لي، وإنما مسؤوليات أوكلت إليّ لتحقيق أهداف صاحب العمل. وتذكرت من هذا الموقف قول النبي ﷺ:
«من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»

خلاصة الموضوع:

  • ليس كل خطأ يستحق تعليقًا منك.
  • التدخل خارج صلاحياتك قد يضعف مكانتك المهنية.
  • ركّز على عملك، وقدّم رأيك فقط إذا طُلب منك.
  • إن كان المخطئ زميلًا مقرّبًا يتقبل النقد، فليكن الحوار بينكما مباشرة وبأسلوب دبلوماسي.
  • نصيحتك مهمة، ومحل تقدير، لكن لا تقدمها ما لم تكن أنت صاحب الصلاحية…

تذكّر دائمًا:
سمعتك المهنية تبنى بالصمت أحيانًا أكثر من الكلام. وكما يقال في المثل “أعطي الخبز لخبازه ولو أكل نصه” فاترك أمور التحسين والنصح لأصحابها، ولا تتدخل حتى لو كنت متأكد من صحة رأيك. استثمر ووقتك وطاقتك وفكرك في تطوير ذاتك.

هل مررت بموقف مشابه في بيئة العمل؟ وكيف تعاملت معه؟


#التوازن_المفقود #العمل #الوظيفة #العلاقات #تطوير_الذات #المهام #المسؤوليات #بيئة_العمل #أخطاء #إجراءات #SOP #تطوير_الأعمال #إبراهيم_حبيب #IbraheemHabib


بيئة العمل، العلاقات الاجتماعية، العلاقات المهنية، الأخلاق المهنية، معايير، أعمال، إدارة، قصص، خبرة، صلاحيات، وصف وظيفي، الإتقان، الأمانة، الصدق، إبراهيم حبيب، الجانب المهني، التوازن المفقود، خارطة الطريق من راتبك إلى ثروتك، الحدود المهنية، التدخل، السمعة المهنية، الذكاء المهني، أمثال، أعطي الخبز

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *