لعنة دافينشي، ميزة أم مصيبة؟

هل صادفت يومًا شخصًا يمتلك عشرات المواهب لدرجة أنك تساءلت: “كيف يبدع في كل شيء وفي نفس الوقت لا يتخصص في أي شيء؟

نعم، إنه “بتاع كله”! هذه الفئة من الناس تُعتبر كنوزًا إبداعية، لكن للأسف، قد يُساء فهمهم، أو الأسوأ من ذلك: لا يُستثمَر هذا الكنز بالشكل المناسب.
في هذه المقالة، سنخوض غمار مصطلح غريب يسمى: “لعنة دافينشي”.

ما هي “لعنة دافينشي”؟ ميزة في ثوب “الورطة”

هي ليست لعنة بالمعنى الحرفي، بل هي حالة فائقة من الإبداع المتشعب. تخيلها كـ باقة ورد من ألوان زاهية مختلفة، أو كـ لوحة فنية ذات ألوان باهية متناغمة.

يُطلق هذا المصطلح على الأشخاص الذين تتعدد مواهبهم وخبراتهم لدرجة أنهم لا يستقرون على التخصص الدقيق في مجال واحد. وهنا بالتحديد تكمن نقطة التحول التي نريد أن نكشفها.

أنا.. أحد ضحايا “لعنة دافينشي” السعداء! 😂
لتقريب الصورة، اسمحوا لي أن أشارككم بعضًا من “تشعّبي” الشخصي. قد تتعجبون من هذا التنوع، وربما تلاحظون تناقضات أحيانًا!

  • العمل والدراسة: أعمل في استشارات التحسين المستمر، والتدريب، والتطوير، والإرشاد.
  • الإبداع والفن: أقوم بتأليف الكتب 📚، أحب الرسم، أبني أعمالًا فنية بالمكعبات، وأصمم نماذج ثلاثية الأبعاد 🛠️.
  • التقنية والويب: أصمم مواقع رقمية (مثل هذا الموقع ومكتبتي)، وأستمتع بتصميم القوالب في بوربوينت 💻.
  • المهارات الحياتية: شغوف بالترتيب والتنظيم والأعمال المنزلية، وتصميم المكاتب العملية (Setup) 💡.
  • اهتمامات أخرى: أحب اللعب مع الأطفال، وأجد شغفًا في الأمور الدينية، وكذلك لدي اهتمام بالسيارات وتقنياتها الحديثة 🚗.

نعم، قد يبدو للوهلة الأولى أن هذا تنوع غريب لا يجمعه تخصص واحد. ولكن، هل هذا صحيح؟

كشف السر: كيف يكون “بتاع كله” هو في الحقيقة “أفضل متخصص”؟

بالطبع لا! هذا التنوع لم يأتِ من فراغ أو عبث، بل هو عملية تراكمية بُنيت على مدار سنوات، ليس فقط بدافع الفضول، بل بهدف محوري واحد:

التحسين المستمر!

نعم، التحسين المستمر هو تخصصي الخفي، وهو المحور الذي يدور حوله كل شيء. وكذلك الحال مع كل “مُتنوع” أو من لديه “لعنة دافينشي”، لديهم بلا شك نقطة قوة مركزية تمثل التخصص الدقيق الخفي.

أمثلة من حياتي: كيف يخدم التنوع تخصصي؟
عندما بدأت في تصميم المواقع الرقمية، كانت خبرتي حرفيًا تحت الصفر. اليوم أستطيع بناء مواقع شخصية جيدة، لأنني تعلمت بقدر حاجتي. والهدف؟ توفير الوقت والمال والجهد.

  • في التقنية: بنيت صورة ذهنية للموقع تشبه المركز التجاري (المول): المستضيف هو المول، النطاقات هي عناوين المحلات، وتصميم الموقع هو الديكورات والأكسسوارات. هذه الهيكلية الواضحة هي تطبيق خالص لـ (التحسين المستمر).
  • في الأعمال المنزلية: لست سبّاكًا أو كهربائيًا، لكنني تعلمت أساسيات السباكة الخفيفة والكهرباء البسيطة. والنتيجة؟ وفرت عناصر التحسين المستمر الثلاثة (الوقت والجهد والمال) في البحث عن فني متقن وأمين.

أليس هذا تطبيقًا عمليًا لتخصصي الدقيق؟ بلى!

التنوع هو أدواتي التي أطبق بها تخصصي.

لعنة دافينشي: ميزة تنافسية لا “خلل” في الإنسان
وأؤكد لك أن المهارات المتنوعة تشبه البستان الكبير المليء بأنواع النباتات المختلفة، التي معًا تشكل انسجامًا بيئيًا خلابًا.

البعض يفضل البستان من نوع واحد من الأشجار (المتخصص)، والبعض الآخر (المتنوع) يجد الجمال والإبداع في التنوع اللامحدود، الذي يضمن القدرة على التأقلم والعيش في أي ظرف كان.
لذلك، فإن وصف “لعنة دافينشي” بأنها خلل في الإنسان هو خطأ تمامًا.

  • أصحاب التخصص (الأطباء، المهندسون، إلخ) هم العقول المشغلة والمتقنة للتفاصيل.
  • أصحاب التنوع (“بتاع كله”) هم العقول المدبرة القادرة على ربط النقاط المتباعدة والتأقلم.

العملية تكاملية ولا تميل لجهة دون أخرى. فلا تخجل أبدًا من تنوعك، فقد تكون من فئة المبدعين بلعنة دافينشي، ولا تقلل من شأنك أيها المتخصص المتقن. معًا، نشكل لوحة فنية متناغمة هدفها إبهار العالم وإضفاء لون حقيقي للحياة.

خلاصة الموضوع
“لعنة دافينشي” ليست لعنة، بل هي ميزة تنافسية يتحلى بها أصحاب الدور التكاملي لما يقوم به أصحاب التخصص. المهم هو أن ندرك من أي فئة نحن، وكيف نستثمر مواهبنا لنعيش بتناغم وانسجام، كالبنيان يشد بعضه بعضًا.

شاركنا رأيك!
أنت عزيزي القارئ، من أي فئة ترى نفسك؟ هل أنت من أصحاب “لعنة دافينشي” أم لديك تخصص متميز؟ وما هو التخصص الخفي الذي يربط خيوط حياتك المتعددة؟

شاركنا في التعليقات، ولا تنسَ مشاركة المقال مع كل “بتاع كله” لتعزيز ثقته بكنزه الثمين!

دمتم في رعاية الله وحفظه


#لعنة_دافينشي #Davinci #بتاع_كله #الإبداع #المواهب #التحسين_المستمر #تطوير_الذات #التخصص #الخبرة #إبراهيم_حبيب #IbraheemHabib

لعنة دافينشي، تعدد المواهب، بتاع كله، التحسين المستمر، التخصص الخفي، التنوع، الإبداع، المواهب، المهارات، الخبرات، الحياة، إبراهيم حبيب، Ibraheem Habib

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *