اللي ينتظر بخته يضيع وقته
لا تنتظر الفرصة، اصنعها بنفسك
في زمنٍ تُغرينا فيه سهولة الحصول على كل شيء بضغطة زر، يبقى هناك صوتٌ حكيمٌ يتردد في أذهاننا، صوتٌ من الماضي يحمل في طياته خلاصة تجارب الأجداد: “اللي ينتظر بخته يضيع وقته”. هذا المثل الشعبي ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو خارطة طريق للحياة، تُعلمنا أن الحظ ليس شيئًا ننتظره، بل هو نتيجة عملٍ دؤوب وسعيٍ مستمر.
ماذا يعني المثل؟
بكل بساطة، المثل يدعونا إلى عدم الاعتماد على الصدفة أو القدر وحده في تحقيق أهدافنا. الشخص “اللي ينتظر بخته” هو من يجلس مكتوف الأيدي، حالمًا بفرصةٍ ذهبية تقع عليه من السماء دون أي جهد منه. هو من يعتقد أن النجاح يأتي بالصدفة، وأن الحظ هو مفتاح كل الأبواب المغلقة. لكن الحقيقة أن الوقت يمر سريعًا، وكل لحظة ننتظر فيها “البخت” هي لحظة ضائعة كان يمكن أن نستغلها في بناء مستقبلنا.
قصة الأمل والعمل
دعونا نتخيل قصة “سعد” و”سعيد”. كانا صديقين مقربين، يمتلكان نفس الطموح بإنشاء مشروعٍ تجاري صغير. كان “سعد” يؤمن بأن النجاح يأتي بالعمل الجاد. استيقظ مبكرًا، قرأ عن السوق، تعلم مهارات جديدة، وخطط لكل خطوة يخطوها. واجه صعوبات، وفشل في بعض الأحيان، لكنه لم يتوقف. كل يوم كان يضيف لبنة جديدة إلى حلمه.
في المقابل، كان “سعيد” شخصًا متكلاً. كان يقول لنفسه: “متى يجي اليوم اللي ألقى فيه فكرة مشروع ناجحة بالصدفة؟” كان يقضي وقته في تصفح الإنترنت، باحثًا عن “صفقة العمر” التي ستحقق له الثراء السريع دون عناء. كان يرى نجاح “سعد” ويقول: “هذا محظوظ، أنا ليس لدي نفس حظه”.
بعد سنوات، أصبح مشروع “سعد” من المشاريع الرائدة في مجاله. كبرت شركته، وحقق نجاحًا لم يكن يتخيله. أما “سعيد”، فما زال في نفس مكانه، ينتظر “الفرصة” التي لم تأتِ أبدًا. لم يكن “سعد” محظوظًا، بل كان مجتهدًا. لم يكن “سعيد” تعيس الحظ، بل كان كسولًا.
الدرس والعبرة
القصة تعلمنا أن الفرصة ليست شيئًا ننتظره، بل هي شيء نصنعه بأنفسنا. النجاح ليس طريقًا مفروشًا بالورود، بل هو رحلة مليئة بالصعود والهبوط، تتطلب إرادة قوية وعزيمة لا تلين. فكل ساعة تقضيها في التعلم والتخطيط والعمل الجاد هي استثمار في مستقبلك.
الخلاصة: توكل واعمل
الخلاصة واضحة: التواكل ليس من صفات المؤمن. فمن يترك الأسباب ويجلس ينتظر النتائج، هو كمن يزرع حبة القمح في أرضٍ غير صالحة، ثم يجلس ينتظر ثمارًا لم يقم برعايتها. إن ديننا الإسلامي الحنيف يدعونا إلى الأخذ بالأسباب والعمل الجاد مع التوكل على الله. قال تعالى في محكم آياته: “فإذا عزمت فتوكل على الله” (آل عمران: 159). هذه الآية دليلٌ واضح على أن العزيمة والعمل يأتيان أولًا، ثم يأتي التوكل على الله. فهي ليست “توكل ثم اعزم”، بل هي “اعزم ثم توكل”.
لا تجعل وقتك يضيع في انتظار “البخت” الذي لن يأتي. انهض الآن، حدد أهدافك، واعمل بجد لتحقيقها. تذكر دائمًا، أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.
#أمثال #إبراهيم_حبيب #IbraheemHabib #التوكل #الوقت #الجهد #السعي #العمل #التسويف #التفكير_المفرط
العزيمة، الإصرار، التوكل على الله، العمل، السعي، التسويف، التأجيل، التعلم، أمثال، عربي، حكمة