تطوير ملفك المهني وسيرتك الذاتية، استثمار أم احتيال؟
كثير منا صادف دعوات على لينكدإن: “دعنا نراجع سيرتك الذاتية مجاناً، و نساعدك للوصول إلى وظيفة أحلامك“
للأسف، الغالبية تقع في الفخ وينتهي الأمر بعرض يبدأ من ٢٠٠ ريال تقريبا وقد يصل إلى ٢٠٠٠ ريال مقابل تحسين الـ CV والملف المهني.
لكن يبقى السؤال: هل هذا استثمار حقيقي أم مجرد تجارة لاستغلال الباحثين عن عمل؟
تجربتي الشخصية تقول الكثير، وهذه رحلتي مع من يدّعون “الاحترافية“:
التجربة الأولى (٩٥٠ ريال):
قبل سنتين تقريباً، تواصل معي أحد مصممي السير الذاتية، وعرض تقريراً احترافياً عن نقاط القوة والضعف في سيرتي وملفي على لينكدإن. دفعت له ٩٥د ريالاً مقابل تحسين شامل للبيانات والتصاميم.
النتيجة؟
كانت ولا فرصة عمل واحدة. وحين تحدثت معه، قال لي أن ملفي ممتاز ولكن “تخصصي نادر الطلب أو غير معروف ولا مرغوب في السوق (Lean Management) في ذلك الوقت”
التجربة الثانية (٣٠٠ ريال):
في منتصف عام ٢٠٢٤، تواصلت معي شركة متخصصة في التوظيف وعرضت نفس الموضوع بتكلفة حوالي ٣٧٥ ريال. والمثير للسخرية أنها قالت عن ملفي الذي كلفني ٩٥٠ ريالاً: “سيئ جداً ولا يحاكي سوق العمل!” دفعت لتحسينه مرة أخرى، خاصة وأنها شركة وليست فردا يدعي “التخصص والاحتراف”.
النتيجة؟
أيضاً، ولا فرصة عمل واحدة. وعندما تحدثت معها قالت إنني “لا أسوّق لنفسي بشكل فعّال.” (اللوم دائماً على العميل).
الذكاء الاصطناعي يتفوق مجاناً!
التجربة الثالثة (١٥٠٠ ريال):
في بداية ٢٠٢٥، جاءت مصممة أخرى وعرضت الفكرة ذاتها بمبلغ ١٥٠٠ ريال، مدعية خبرتها بـ “خوارزميات لينكدإن السحرية” وأنها تعمل مع كبرى الشركات الأوروبية في السعودية.
لكن هذه المرة توقفت.
بدلاً من الدفع، قررت أن أعتمد على نفسي. استخدمت الذكاء الاصطناعي (مثل Google Gemini) لتحليل الوصف الوظيفي لبعض الفرض آنذاك، وتحسين محتوى ملفي بنفسي وبدون أي تكلفة.
النتيجة؟
تواصل معي أكثر من ٧ شركات في أقل من ٣ أشهر!
صحيح أنني كنت مستقراً ومستمتعاً بعملي في ذلك الوقت ولم أنتقل، لكن بسبب الظروف المفاجئة التي أدت إلى تسريحي، أصبحت أبحث حالياً عن فرصة وبنفس الأسلوب، وتواصلت معي بعض الشركات، لكن عروضهم الوظيفية كانت بعيدة عن منطقة مكة المكرمة، والرواتب قليلة…
بغض النظر، فكل واحد له رزق مكتوب، لكن هذه التجربة علمتني درساً قاسياً في التعاملات وتطوير الذات.
الخلاصة والنصيحة الذهبية للجميع:
تذكر دائماً: لا يوجد CV “قياسي” أو “سحري” يغطي جميع الوظائف. كل جهة توظيف تبحث عن ما يلبي احتياجها المحدد.
لذلك، بدلاً من البحث عن “مصمم CV”، ابحث عن وظيفة محددة تتماشى مع خبراتك، ثم قم “بتفصيل” سيرتك الذاتية لتكون نسخة تغطي كافة المتطلبات في الوصف الوظيفي المستهدف (Job Description).
هنا فقط يمكن أن يكون الاستعانة بمصمم لـ “التنسيق” أمراً مفيداً، لكن لا تتسرع لإن المحتوى يمكن أن تصنعه بالذكاء الاصطناعي في الغالب.
الأسلوب التسويقي المغري قد يكون فعّالاً، وقد يكون مجرد احتيال ونصب حيث يستخدم البعض قوالب كانفا المجانية و ChatGPT للمحتوى، ويطلب ١٠٠٠ ريال مقابل عمل لا يتطلب سوى ساعة من الجهد اليسير.
هل مرت عليك تجربة مشابهة؟ شاركنا قصتك في التعليقات.
وأنتم يا مسؤولي التوظيف الأفاضل، ما هو توجيهكم للباحثين عن عمل في نطاق هذا الموضوع تحديداً؟
سيرة ذاتية، ملف مهني، لينكدإن، توظيف، فرص عمل، الذكاء الاصطناعي، ChatGPT، تسريح من العمل، نصائح مهنية، مسؤول توظيف، إبراهيم حبيب، Ibraheem Habib